إن استمرار السيادة السياسية القائمة على الدين وتطويرها والتي ترسخت في إيران الإسلامية بفضل الجهود العلمية والعملية المكثفة للعلماء والمتدينين تتطلب توسيع وتعميق التنظير العلمي بمنهج ديني. يعتبر الابتكار والإنتاج في المعرفة الإنسانية بطريقة تنظّر وتشرح الحضور النشط والفعال للدين في مجالات "التربية الإنسانية" و "إدارة المجتمع" من أهم أدوات بقاء الثورة الإسلامية. هذا الشيء المهم لن يكون ممكنا بدون تفاعل بين المجال كممثل للعلم الديني ووارث للعلوم التقليدية والجامعة كممثلة للمعرفة الحديثة. مثالية ألهمت في السنوات الأولى بعد الثورة تحت عنوان "وحدة المجال والجامعة" العديد من الجهود والحركات العلمية. في غضون ذلك فإن وجود مدرسة مشهد المقدسة التي ينعم بها وجود مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) و لها تاريخ واستقرار كبيرین إلى جانب جامعة الفردوسي لها فرصة نادرة لتکون مرکز فكري ناجح بين الإسلام والحداثة. وبناءً علي هذا خلال لقاءات عام 2006 بين أساتذة المدرسة والجامعة ، تمت مناقشة طرق تفعيل وحدة المدرسة والجامعة في مشهد والتحقيق فيها وبعد دراسة أهداف وبرامج وأداء المراكز المماثلة تم إنشاء معهد بحوث الدراسات الإسلامية في العلوم الإنسانية. يحاول معهد البحث هذا تقديم مساهمة كبيرة في توجيه الاهتمام العلمي والبحثي نحو الأسس المعرفية والفلسفية للعلوم الإنسانية وخلق خطاب حول العلوم الإنسانية الإسلامية وتقديم نماذج بيولوجية-اجتماعية تتماشى مع القيم الدينية. يضم هذا المعهد البحثي حاليًا أربع مجموعات بحثية (الاقتصاد الإسلامي ، والإدارة الإسلامية ، والتعليم والتدريب الإسلامي ، والفقه الإسلامي والقانون) ولديه مكتبة متخصصة تحتوي على أكثر من 3500 عنوان كتاب.